أشاد وفد أسرة الأدباء والكتّاب المشارك في مهرجان دارين في نسخته الرابعة بالمملكة العربية السعودية بالمستوى المميز للجنة التنظيم القائمة على المهرجان الشعري، مؤكدين أن مهرجان دارين الذي أُقيم بقاعة الأميرة سحاب بنت عبد العزيز بنادي المنطقة الشرقية الأدبي يأتي كواحدة من أهم المناسبات الأدبية التي يتطلع إليها الشعراء العرب، كونها تضم نخبة من الأدباء والأكاديميين والشعراء بعدد 60 شاعراً من مختلف الدول العربية. باعثين شكرهم الجزيل للنادي الأدبي وبالتحديد رئيسه السيد الإعلامي والناقد محمد بودي الأمين المساعد لاتحاد الأدباء والكتّاب العرب، والذين قدموا له درعاً تذكارياً من الأسرة يترجم عمق التواصل والمحبة بين البلدين الشقيقين.
جاء ذلك خلال مشاركة 6 شعراء من مملكة البحرين، يمثلهم 3 شعراء من أعضاء مجلس إدارة أسرة الأدباء والكتاب وهم الشاعر كريم رضي رئيس الوفد، والشاعرة نادية الملاح، والشاعر صالح يوسف، حيث كان حضور الشعراء البحرينيين علامة مميزة بالمهرجان، لا سيما من خلال النصوص الشعرية المشاركة التي مثّلت مملكة البحرين خير تمثيل.
رضي: دارين ودلمون ميتاءان على ساحل الخليج تقاسما عبق التاريخ وعمق الحضارة
من جانبه قال الشاعر كريم رضي رئيس الوفد البحريني إن وفد أسرة الأدباء والكتاب نقل للمهرجان وللمشرف العام عليه تحيات وتقدير أسرة الأدباء والكتاب بمملكة البحرين ممثلةً برئيسها الدكتور راشد نجم وأعضاء مجلس الإدارة. مقدماً امتنانه إلى مجلس الإدارة لترشيحهم للمشاركة مع كوكبة من شعراء الخليج والجزيرة العربية. كما شكر رضي إدارة المهرجان وعلى رأسها المشرف العام، مثمناً كرم الضيافة وفيض المحبة من قبل المنظمين أثناء المهرجان، عطفاً على الرحلات التي شملت معالم مدينة الأحساء وآثارها ومجالسها الاجتماعية والأدبية.
وأضاف رضي أن دارين ودلمون ميتاءان على ساحل الخليج العربي تقاسما شغف اللؤلؤ وعبق التاريخ وعمق الحضارة وكلاهما حملا اسم جزيرة اللؤلؤ، وجاء هذ المهرحان ليجدد العهد بهذا الإرث المشترك من الثقافة والحياة والعمل.
الملاح: المهرجان فرصة لرسم بانوراما أدبية مميزة
أما الشاعرة نادية الملاح رئيسة لجنة الشعر بأسرة الأدباء والكتاب فقد أوضحت أن مشاركتها في دارين هي الأولى، متمنيةً أن تكون قد غادرت المهرجان تاركةً بصمة تذكر. فيما وصفت هذا التجمع بالفرصة لرسم بانوراما أدبية ثقافية متميزة، فيها كما ذكرت تم تبادل الحوارات والتجارب الشعرية المختلفة، مشيدةً بالزيارات المنظمة على هامش المهرجان التي كانت مثرية أسهمت في ترسيخ أهداف المهرجان.
ومن الأبيات التي شاركت بها الملاح في المهرجان:
قد جئت عدوا والحررف اضمها
في رحم روحي كالجنين أهدهده
من بحر حبّ صاغ بحر حكايةٍ
بحرين جاءت بالحياة تزوّده
وتعيد رسمًا للمعاني لحظة
دارين حضن يستميحك موعده
إنا أتينا والمسافة شهقةٌ
في دار عزّ يصطفيك تودّده
صالح: الأدب البحريني زاخر بالتجربة الشعرية الثرية
فيما أكد الشاعر صالح يوسف رئيس الإعلام والعلاقات العامة بالأسرة أن المملكة العربية السعودية دأبت على تنظيم مثل هذه التظاهرات الأدبية الماتعة والرائعة، لافتاً إلى أن المشهد الثقافي والأدبي بدول مجلس التعاون يحظى اهتماماً بالغاً من قيادات ومؤسسات دولها، مضيفاً أن الحراك الأدبي بمملكة البحرين على وجه الخصوص يزخر بالتجارب الأدبية الرصينة فضلاً عن القامات الشعرية المخضرمة التي تعزز هذا الحراك في الداخل، وتثري من جهة أخرى المناسبات التي تلتحم معها في الخارج. كما بيّن أن البحرين تضم بين جنباتها مستقبلاً واعداً تترجمه كوكبة من الكتاب والشعراء الشباب لاسيما في مجال الشعر الفصيح.
ومن الأبيات التي شارك بها الشاعر صالح يوسف:
الشعْرُ عندي روضةٌ وفسائلُ
قدْ صاغَ روْنَقَهُ جليلٌ باذلُ
اِبنُ الفراهيدي الخليلُ وبذرتي
في روضهِ زُرعتْ، سقاها الـ"كامِلُ"
فرشَشْتُ في "دارينَ" عطْرَ بحورهِ
متَفاعِلُنْ، متَفاعِلُنْ، متَفاعِلُ..
بن عربي: هذا المهرجان يؤكّد مكانة الشعر وإيقاعه الموازي للمثاليّة
في المقابل، عبّر البحرينيون المشاركون من خارج إدارة أسرة الأدباء والكتاب عن عظيم ودّهم وفائق امتنانهم لنادي المنطقة الشرقية الأدبي على حسن الوفادة وكرم الضيافة، حيث قال الشاعر الدكتور خليفة بن عربي أن مثل هذه المهرجانات لها وقع مهم وكبير خصوصاً في هذا الزمن المحاط بالأمراض والأزمات والانقطاعات، حيث يأتي هذا المهرجان ليؤكّد مكانة الشعر، وإيقاعه الموازي للمثاليّة. مؤكداً أن مهرجان دارين الشعري قد حقق نجاحاً كبيراً، وحظي باهتمام واسع من قبل إدارة نادي المنطقة الشرقية الأدبي والمسؤولين في المملكة، ويكفيه فضلاً أن قام بجمع هذه الكوكبة الكبيرة من شعراء الخليج العربي مع بعضهم. ومن الأبيات التي شارك بها بن عربي في المهرجان:
جاء الّذين تزاحموا في مهجتي
بحثوا فما وجدوا سوى عينيكِ
داسوا على قلبي بلا أقدامهم
فتعثروا، وبقيتُ بين يديكِ
وإذا الظنون تشجّرتْ في وهمهم
هزّي بجذع نخيلهنّ إليكِ
الشروقي: المهرجان أتاح الفرصة للاطلاع على تجربة شعراء المنصات الاجتماعية عن قرب
أما الشاعر الدكتور فواز الشروقي فقد عبّر عن خالص شكره لنادي المنطقة الشرقية الأدبي على توجيهه دعوة خاصة له للمشاركة في هذا المهرجان. وأشار إلى أن هناك الكثير من الشعراء المشاركين في المهرجان الذين كان يعرفهم ويتواصل معهم عبر منصة التواصل الاجتماعي "تويتر"، وأن المهرجان أتاح الفرصة للاطلاع على تجربتهم عن قرب. مردفاً إلى أن بعضهم تعرف عليهم لأول مرة، وكانوا شعراء رائعين. مبيّناً أن هذه المهرجانات مهمة حيث تجمع الشعراء وتتيح لهم فرصة الاطلاع على تجارب زملائهم، فالتواصل من خلال الفضاء الرقمي - حسب وصفه - لا يغني عن اللقاءات المباشرة والمهرجانات الحية.
حمدان: المهرجان تميّز ببراعة تنظيمه وعمق علاقاته الأخوية
وفي الختام، وصف الشاعر الأستاذ إبراهيم حمدان المهرجان بالرائع بكل ما تحمله الكلمة من معنى، وبما تحمله دارين من عبق وأصالة، قائلاً: "إن هذا المهرجان قد جمع الدرر من دول الخليج ليكمل العقد الفريد، ونراه زاهياً في أبهى حلة، وأنقى حرف وأرقى شعر"، معززاً قوله أن المهرجان تميّز ببراعة تنظيمه وعمق علاقاته الأخوية. كما أضاف حمدان أن انطباعه الذاتي لما قدمه وما قدمه شعراء المملكة في غاية الإيجابية والفائدة. ومن الأبيات التي شارك فيها في المهرجان الشعري:
ما في عِدادِ العالمين بديلُكْ
أحتاجُ شيئاً منك فيه قليلُكْ
أحتاجُ تطميناً بأنك لم تزَلْ
تشتاقُنِي حتى يحينَ وصولُكْ
قُلْ ليْ ولو كذباً بأنك عائِدٌ
أو أنَّ طيفيَ في الحياةِ دليلُكْ
ماذا عليّ إذا أردتُكَ صادقاً
وطموحُ قلبي في الهوىٰ تقبيلُكْ